شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر بعض الآثار والأشعار الواردة في ذم الدنيا

صفحة 263 - الجزء 11

  كم محيدا عن الطريق وقد ضرح ... خلج البرى وجذب العران

  ننثني جازعين من عدوة الدهر ... ونرتاع للمنايا الرواني

  جفلة السرب في الظلام وقد ذعذع ... روعا من عدوة الذؤبان

  ثم ننسى جرح الحمام وإن كان ... رغيبا يا قرب ذا النسيان

  كل يوم تزايل من خليط ... بالردى أو تباعد من دان

  وسواء مضى بنا القدر الجد ... عجولا أو ماطل العصران

  وأيضا من هذه القصيدة:

  قد مررنا على الديار خشوعا ... ورأينا البنا فأين الباني

  وجهلنا الرسوم ثم علمنا ... فذكرنا الأوطار بالأوطان

  التفاتا إلى القرون الخوالي ... هل ترى اليوم غير قرن فان

  أين رب السدير فالحيرة البيضاء ... أم أين صاحب الإيوان

  والسيوف الحداد من آل بدر ... والقنا الصم من بني الريان

  طردتهم وقائع الدهر عن لعلع ... طرد السفاف عن نجران

  والمواضي من آل جفنة أرسى ... طنبا ملكهم على الجولان

  يكرعون العقار في فلق الإبريز ... كرع الظماء في الغدران

  من أباة اللعن الذين يحيون ... بها في معاقد التيجان

  تتراءاهم الوفود بعيدا ... ضاربين الصدور بالأذقان