شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر بعض الآثار والأشعار الواردة في ذم الدنيا

صفحة 264 - الجزء 11

  في رياض من السماح حوال ... وجبال من الحلوم رزان

  وهم الماء لذ للناهل الظمآن ... بردا والنار للحيران

  كل مستيقظ الجنان إذا أظلم ... ليل النوامة المبطان

  يغتدي في السباب غير شجاع ... ويرى في النزال غير جبان

  ما ثنت عنهم المنون يدا شوكاء ... أطرافها من المران

  عطف الدهر فرعهم فرءاه ... بعد بعد الذرى قريب المجاني

  وثنتهم بعد الجماح المنايا ... في عنان التسليم والإذعان

  عطلت منهم المقاري وباخت ... في حماهم مواقد النيران

  ليس يبقى على الزمان جريء ... في إباء أو عاجز في هوان

  لا شبوب من الصوار ولا أعنق ... يرعى منابت العلجان

  لا ولا خاضب من الربد يختال ... بريط أحم غير يمان

  يرتمي وجهة الرئال إذا آنس ... لون الإظلام والإدجان

  وعقاب الملاع تلحم فرخيها ... بإزليقة زلول القنان

  نائلا في مطامح الجو هاتيك ... وذا في مهابط الغيطان

  وهذا شعر فصيح نادر معرق في العربية.