نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه
  أتي عمر بمال فقال له عبد الرحمن بن عوف يا أمير المؤمنين لو حبست من هذا المال في بيت المال لنائبة تكون أو أمر يحدث فقال كلمة ما عرض بها إلا شيطان كفاني حجتها ووقاني فتنتها أعصي الله العام مخافة قابل أعد لهم تقوى الله قال الله سبحانه {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق: ٢ - ٣].
  استكتب أبو موسى الأشعري نصرانيا فكتب إليه عمر اعزله واستعمل بدله حنيفيا فكتب له أبو موسى إن من غنائه وخيره وخبرته كيت وكيت فكتب له عمر ليس لنا أن نأتمنهم وقد خونهم الله ولا أن نرفعهم وقد وضعهم الله ولا أن نستنصحهم في الدين وقد وترهم الإسلام ولا أن نعزهم وقد أمرنا بأن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
  فكتب أبو موسى أن البلد لا يصلح إلا به فكتب إليه عمر مات النصراني والسلام.
  وكتب إلى معاوية إياك والاحتجاب دون الناس وائذن للضعيف وأدنه حتى ينبسط لسانه ويجترئ قلبه وتعهد الغريب فإنه إذا طال حبسه ودام إذنه ضعف قلبه وترك حقه عزل عمر زيادا عن كتابة أبي موسى الأشعري في بعض قدماته عليه فقال له عن عجز أم عن خيانة فقال لا عن واحدة منهما ولكني أكره أن أحمل على العامة فضل عقلك.