شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه

صفحة 6 - الجزء 12

  قوله فلقد قوم الأود أي العوج أود الشيء بالكسر يأود أودا أي أعوج وتأود العود يتأود.

  والعمد انفضاخ سنام البعير ومنه يقال للعاشق عميد القلب ومعموده.

  قوله أصاب خيرها أي خير الولاية وجاء بضميرها ولم يجر ذكرها لعادة العرب في أمثال ذلك كقوله تعالى {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ٣٢}⁣[ص: ٣٢].

  و سبق شرها أي مات أو قتل قبل الأحداث والاختلاط الذي جرى بين المسلمين.

  قوله واتقاه بحقه أي بأداء حقه والقيام به.

  فإن قلت وأي معنى في قوله واتقاه بأداء حقه وهل يتقى الإنسان الله بأداء الحق إنما قد تكون التقوى علة في أداء الحق فأما أن يتقي بأدائه فهو غير معقول.

  قلت أراد # أنه اتقى الله ودلنا على أنه اتقى الله بأدائه حقه فأداء الحق علة في علمنا بأنه قد اتقى الله سبحانه.

  ثم ذكر أنه رحل وترك الناس في طرق متشعبة متفرقة فالضال لا يهتدي فيها والمهتدي لا يعلم أنه على المنهج القويم وهذه الصفات إذا تأملها المنصف وأماط عن نفسه الهوى علم أن أمير المؤمنين # لم يعن بها إلا عمر لو لم يكن قد روي لنا توقيفا ونقلا أن المعني بها عمر فكيف وقد رويناه عمن لا يتهم في هذا الباب

نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه

  ونحن نذكر في هذا الموضع نكتا من كلام عمر وسيرته وأخلاقه.