شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن

صفحة 12 - الجزء 2

  فتفرق عنه أصحابه ناقمين عليه وولي الأمر معاوية الطالب بدم عثمان فبايعوا ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا فبايعوا.

  وتفقد سعيد بن العاص فطلبه فلم يجده وأقام أياما ثم خطبهم فقال يا أهل مكة إني قد صفحت عنكم فإياكم والخلاف فو الله إن فعلتم لأقصدن منكم إلى التي تبير الأصل وتحرب المال وتخرب الديار.

  ثم خرج إلى الطائف فكتب إليه المغيرة بن شعبة حين خرج من مكة إليها أما بعد فقد بلغني مسيرك إلى الحجاز ونزولك مكة وشدتك على المريب وعفوك عن المسيء وإكرامك لأولي النهى فحمدت رأيك في ذلك فدم على صالح ما كنت عليه فإن الله ø لن يزيد بالخير أهله إلا خيرا جعلنا الله وإياك من الآمرين بالمعروف والقاصدين إلى الحق والذاكرين الله كثيرا قال ووجه رجلا من قريش إلى تبالة وبها قوم من شيعة علي # وأمره بقتلهم فأخذهم وكلم فيهم وقيل له هؤلاء قومك فكف عنهم حتى نأتيك بكتاب من بسر بأمانهم فحبسهم وخرج منيع الباهلي من عندهم إلى بسر وهو بالطائف يستشفع إليه فيهم فتحمل عليه بقوم من الطائف فكلموه فيهم وسألوه الكتاب بإطلاقهم فوعدهم ومطلهم بالكتاب حتى ظن أنه قد قتلهم القرشي المبعوث لقتلهم وأن كتابه لا يصل إليهم حتى يقتلوا ثم كتب لهم فأتى منيع منزله وكان قد نزل على امرأة بالطائف ورحله عندها فلم يجدها في منزلها فوطئ على ناقته بردائه وركب فسار يوم الجمعة وليلة السبت لم ينزل عن راحلته قط فأتاهم ضحوة وقد أخرج القوم ليقتلوا واستبطئ كتاب بسر فيهم فقدم رجل منهم فضربه رجل من أهل الشام فانقطع سيفه فقال الشاميون بعضهم لبعض شمسوا سيوفكم حتى تلين فهزوها وتبصر منيع