شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن

صفحة 11 - الجزء 2

  قال إبراهيم فأقام بسر بالمدينة أياما ثم قال لهم إني قد عفوت عنكم وإن لم تكونوا لذلك بأهل ما قوم قتل إمامهم بين ظهرانيهم بأهل أن يكف عنهم العذاب ولئن نالكم العفو مني في الدنيا إني لأرجو ألا تنالكم رحمة الله ø في الآخرة وقد استخلفت عليكم أبا هريرة فإياكم وخلافه ثم خرج إلى مكة.

  قال إبراهيم روى الوليد بن هشام قال أقبل بسر فدخل المدينة فصعد منبر الرسول ÷ ثم قال يا أهل المدينة خضبتم لحاكم وقتلتم عثمان مخضوبا والله لا أدع في المسجد مخضوبا إلا قتلته ثم قال لأصحابه خذوا بأبواب المسجد وهو يريد أن يستعرضهم فقام إليه عبد الله بن الزبير وأبو قيس أحد بني عامر بن لؤي فطلبا إليه حتى كف عنهم وخرج إلى مكة فلما قرب منها هرب قثم بن العباس وكان عامل علي # ودخلها بسر فشتم أهل مكة وأنبهم ثم خرج عنها واستعمل عليها شيبة بن عثمان.

  قال إبراهيم وقد روى عوانة عن الكلبي أن بسرا لما خرج من المدينة إلى مكة قتل في طريقه رجالا وأخذ أموالا وبلغ أهل مكة خبره فتنحى عنها عامة أهلها وتراضى الناس بشيبة بن عثمان أميرا لما خرج قثم بن العباس عنها وخرج إلى بسر قوم من قريش فتلقوه فشتمهم ثم قال أما والله لو تركت ورأيي فيكم لتركتكم وما فيكم روح تمشي على الأرض فقالوا ننشدك الله في أهلك وعترتك فسكت ثم دخل وطاف بالبيت وصلى ركعتين ثم خطبهم فقال الحمد لله الذي أعز دعوتنا وجمع ألفتنا وأذل عدونا بالقتل والتشريد هذا ابن أبي طالب بناحية العراق في ضنك وضيق قد ابتلاه الله بخطيئته وأسلمه بجريرته