بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن
  وقد روي أن اسمهما قثم وعبد الرحمن وروي أنهما ضلا في أخوالهما من بني كنانة وروي أن بسرا إنما قتلهما باليمن وأنهما ذبحا على درج صنعاء.
  وروى عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبيه أن بسرا لما دخل الطائف وقد كلمه المغيرة قال له لقد صدقتني ونصحتني فبات بها وخرج منها وشيعه المغيرة ساعة ثم ودعه وانصرف عنه فخرج حتى مر ببني كنانة وفيهم ابنا عبيد الله بن العباس وأمهما فلما انتهى بسر إليهم طلبهما فدخل رجل من بني كنانة وكان أبوهما أوصاه بهما فأخذ السيف من بيته وخرج فقال له بسر ثكلتك أمك والله ما كنا أردنا قتلك فلم عرضت نفسك للقتل قال أقتل دون جاري أعذر لي عند الله والناس ثم شد على أصحاب بسر بالسيف حاسرا وهو يرتجز:
  آليت لا يمنع حافات الدار ... ولا يموت مصلتا دون الجار
  إلا فتى أروع غير غدار
  فضارب بسيفه حتى قتل ثم قدم الغلامان فقتلا فخرج نسوة من بني كنانة فقالت امرأة منهن هذه الرجال يقتلها فما بال الولدان والله ما كانوا يقتلون في جاهلية ولا إسلام والله إن سلطانا لا يشتد إلا بقتل الضرع الضعيف والشيخ الكبير ورفع الرحمة وقطع الأرحام لسلطان سوء فقال بسر والله لهممت أن أضع فيكن السيف قالت والله إنه لأحب إلي إن فعلت.
  قال إبراهيم وخرج بسر من الطائف فأتى نجران فقتل عبد الله بن عبد المدان وابنه مالكا وكان عبد الله هذا صهرا لعبيد الله بن العباس ثم جمعهم وقام فيهم وقال