بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن
  يا أهل نجران يا معشر النصارى وإخوان القرود أما والله إن بلغني عنكم ما أكره لأعودن عليكم بالتي تقطع النسل وتهلك الحرث وتخرب الديار.
  وتهددهم طويلا ثم سار حتى بلغ أرحب فقتل أبا كرب وكان يتشيع ويقال إنه سيد من كان بالبادية من همدان فقدمه فقتله.
  وأتى صنعاء وقد خرج عنها عبيد الله بن العباس وسعيد بن نمران وقد استخلف عبيد الله عليها عمرو بن أراكة الثقفي فمنع بسرا من دخولها وقاتله فقتله بسر ودخل صنعاء فقتل منها قوما وأتاه وفد مأرب فقتلهم فلم ينج منهم إلا رجل واحد ورجع إلى قومه فقال لهم أنعى قتلانا شيوخا وشبانا.
  قال إبراهيم وهذه الأبيات المشهورة لعبد الله بن أراكة الثقفي يرثي بها ابنه عمرا:
  لعمري لقد أردى ابن أرطاة فارسا ... بصنعاء كالليث الهزبر أبي الأجر
  تعز فإن كان البكا رد هالكا ... على أحد فاجهد بكاك على عمرو
  ولا تبك ميتا بعد ميت أجنه ... علي وعباس وآل أبي بكر
  قال وروى نمير بن وعلة عن أبي وداك قال كنت عند علي # لما قدم عليه سعيد بن نمران الكوفة فعتب عليه وعلى عبيد الله ألا يكونا قاتلا بسرا