خطب عمر الطوال
  وبالسير فيكم كيف أسير فربي المستعان فإن عمر لم يصبح يثق بقوة ولا حيلة إن لم يتداركه الله برحمته وعونه.
  أيها الناس إن الله قد ولاني أمركم وقد علمت أنفع ما لكم وأسأل الله أن يعينني عليه وأن يحرسني عنده كما حرسني عند غيره وأن يلهمني العدل في قسمكم كالذي أمر به فإني امرؤ مسلم وعبد ضعيف إلا ما أعان الله ولن يغير الذي وليت من خلافتكم من خلقي شيئا إن شاء الله إنما العظمة لله وليس للعباد منها شيء فلا يقولن أحدكم إن عمر تغير منذ ولي وإني أعقل الحق من نفسي وأتقدم وأبين لكم أمري فأيما رجل كانت له حاجة أو ظلم مظلمة أو عتب علينا في خلق فليؤذني فإنما أنا رجل منكم فعليكم بتقوى الله في سركم وعلانيتكم وحرماتكم وأعراضكم وأعطوا الحق من أنفسكم ولا يحمل بعضكم بعضا على ألا تتحاكموا إلي فإنه ليس بيني وبين أحد هوادة وأنا حبيب إلى صلاحكم عزيز على عنتكم وأنتم أناس عامتكم حضر في بلاد الله وأهل بلد لا زرع فيه ولا ضرع إلا ما جاء الله به إليه وإن الله ø قد وعدكم كرامة كبيرة وأنا مسئول عن أمانتي وما أنا فيه ومطلع على ما يحضرني بنفسي إن شاء الله لا أكله إلى أحد ولا أستطيع ما بعد منه إلا بالأمناء وأهل النصح منكم للعامة ولست أحمل أمانتي إلى أحد سواهم إن شاء الله.
  وخطب عمر مرة أخرى فقال بعد حمد الله والصلاة على رسول الله ÷