شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة

صفحة 169 - الجزء 12

  وفي حديثه أن رجلا قرأ عليه حرفا فأنكره فقال من أقرأك هذا قال أبو موسى فقال إن أبا موسى لم يكن من أهل البهش.

  قال البهش المقل الرطب فإذا يبس فهو الخشل وأراد أن أبا موسى ليس من أهل الحجاز لأن المقل بالحجاز نبت والقرآن نزل بلغة الحجاز.

  وفي حديثه أن عقبة بن أبي معيط لما قال للنبي ÷ أأقتل من بين قريش فقال عمر حن قدح ليس منها.

  قال هذا مثل يضرب للرجل يدخل نفسه في القوم وليس منهم والقدح أحد قداح الميسر وكانوا يستعيرون القدح يدخلونه في قداحهم يتيمنون به ويثقون بفوزه.

  وفي حديثه أن أهل الكوفة لما أوفدوا العلباء بن الهيثم السدوسي إليه فرأى عمر هيئته رثة وأعجبه كلامه وعمله قال لكل أناس في حميلهم خير.

  قال هذا مثل والمراد أنهم سودوه على معرفة منهم بما فيه من الخلال المحمودة والمعنى أن خبره فوق منظره.

  وفي حديثه أنه أخذ من القطنية الزكاة.

  قال هي الحبوب كالعدس والحمص وفي أخذ الزكاة منها خلاف بين الفقهاء.