شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة

صفحة 170 - الجزء 12

  وفي حديثه أنه كان يقول للخارص إذا وجدت قوما قد خرفوا في حائطهم فانظر قدر ما ترى أنهم يأكلونه فلا تخرصه.

  قال خرفوا فيه أي نزلوا فيه أيام اختراف الثمرة.

  وفي حديثه إذا أجريت الماء على الماء جزى عنك.

  قال يريد صب الماء على البول في الأرض فإنه يطهر المكان ولا حاجة إلى غسله وجزى قضى وأغنى من قوله تعالى {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}⁣[البقرة: ٤٨] فإن أدخلت الألف قلت أجزأك وهمزت ومعناه كفاك.

  وفي حديثه أنه قال لا يعطى من المغانم شيء حتى تقسم إلا لراع والدليل غير موليه.

  قال الراعي هاهنا الطليعة لأنه يرعى القوم أي يحفظهم.

  وقوله غير موليه أي غير معطيه شيئا لا يستحقه.

  وفي حديثه أن من الناس من يقاتل رياء وسمعة ومنهم من يقاتل وهو ينوي الدنيا ومنهم من ألجمه القتال فلم يجد بدا ومنهم من يقاتل صابرا محتسبا أولئك هم الشهداء قال ألجمه القتال أي رهقه وغشيه فلم يجد مخلصا.