شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

تاريخ موت عمر والأخبار الواردة في ذلك

صفحة 190 - الجزء 12

  وقال ابن عباس أنا أول من أتى عمر حين طعن فقال احفظ عني ثلاثا فإني أخاف ألا يدركني الناس أما أنا فلم أقض في الكلالة ولم أستخلف على الناس وكل مملوك لي عتيق فقلت له أبشر بالجنة صاحبت رسول الله ÷ فأطلت صحبته ووليت أمر المسلمين فقويت عليه وأديت الأمانة قال أما تبشيرك لي بالجنة فو الله الذي لا إله إلا هو لو أن لي الدنيا بما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الخبر وأما ما ذكرت من أمر المسلمين فلوددت أن ذلك كان كفافا لا علي ولا لي وأما ما ذكرت من صحبة رسول الله ÷ فهو ذلك وروى معمر عن الزهري عن سالم عن عبد الله قال دخلت على أبي فقلت سمعت الناس يقولون مقالة وآليت أن أقولها لك زعموا أنك غير مستخلف وأنه لو كان لك راعي إبل أو غنم ثم جاءك وتركها رأيت أنه قد ضيع فرعاية الناس أشد فوضع رأسه ثم رفعه فقال إن الله تعالى يحفظ دينه إن لم أستخلف فإن رسول الله ÷ لم يستخلف وإن استخلفت فإن أبا بكر قد استخلف فو الله ما هو إلا أن ذكر رسول الله وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن يعدل برسول الله ÷ أحدا وأنه غير مستخلف.

  وروي أنه قال وقد أذنت له عائشة في أن يدفن في بيتها إذا مت فاستأذنوها مرة ثانية فإن أذنت وإلا فاتركوها فإني أخشى أن تكون أذنت لي لسلطاني فاستأذنوها بعد موته فأذنت.