شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

تاريخ موت عمر والأخبار الواردة في ذلك

صفحة 191 - الجزء 12

  وروى عمر بن ميمون قال لما طعن عمر دخل عليه كعب الأحبار فقال {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ١٤٧}⁣[البقرة: ١٤٧] قد أنبأتك أنك شهيد فقال من أين لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب.

  وروى ابن عباس قال لما طعن عمر وجئته بخبر أبي لؤلؤة أتيته والبيت ملآن فكرهت أن أتخطى رقابهم وكنت حديث السن فجلست وهو مسجى وجاء كعب الأحبار وقال لئن دعا أمير المؤمنين ليبقيه الله لهذه الأمة حتى يفعل فيها كذا وكذا حتى ذكر المنافقين فيمن ذكر فقلت أبلغه ما تقول قال ما قلت إلا وأنا أريد أن تبلغه فتشجعت وقمت فتخطيت رقابهم حتى جلست عند رأسه وقلت إنك أرسلتني بكذا إن عبد المغيرة قتلك وأصاب معك ثلاثة عشر إنسانا وإن كعبا هاهنا وهو يحلف بكذا فقال أدعو إلي كعبا فدعي فقال ما تقول قال أقول كذا قال لا والله لا أدعو ولكن شقي عمر إن لم يغفر الله له.

  وروى المسور بن مخرمة إن عمر لما طعن أغمي عليه طويلا فقيل إنكم لم توقظوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة فقالوا الصلاة يا أمير المؤمنين الصلاة قد صليت فانتبه فقال الصلاة لاها الله لا أتركها لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فصلى وإن جرحه لينثعب دما.

  وروى المسور بن مخرمة أيضا قال لما طعن عمر جعل يألم ويجزع فقال ابن عباس ولا وكل ذلك يا أمير المؤمنين لقد صحبت رسول الله ÷ فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض وصحبت أبا بكر وأحسنت صحبته وفارقك وهو عنك راض ثم صحبت المسلمين فأحسنت إليهم وفارقتهم وهم عنك راضون