روى أبو مخنف أيضا أن عمارا قال هذا البيت ذلك اليوم
  يا ناعي الإسلام قم فانعه ... قد مات عرف وأتى منكر
  أما والله لو أن لي أعوانا لقاتلتهم وقال أمير المؤمنين # لئن قاتلتهم بواحد لأكونن ثانيا فقال والله ما أجد عليهم أعوانا ولا أحب أن أعرضكم لما لا تطيقون وروى أبو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال دخلت على علي # وكنت حاضرا بالمدينة يوم بويع عثمان فإذا هو واجم كئيب فقلت ما أصاب قوم صرفوا هذا الأمر عنكم فقال صبر جميل فقلت سبحان الله إنك لصبور قال فاصنع ما ذا قلت تقوم في الناس خطيبا فتدعوهم إلى نفسك وتخبرهم أنك أولى بالنبي ÷ بالعمل والسابقة وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة على المائة فإن دانوا لك كان ما أحببت وإن أبوا قاتلتهم فإن ظهرت عليهم فهو سلطان الله آتاه نبيه ÷ وكنت أولى به منهم إذ ذهبوا بذلك فرده الله إليك وإن قتلت في طلبه فقتلت شهيدا وكنت أولى بالعذر عند الله تعالى في الدنيا والآخرة فقال # أوتراه كان تابعي من كل مائة عشرة قلت لأرجو ذلك قال لكني لا أرجو ولا والله من المائة اثنين وسأخبرك من أين ذلك إن الناس إنما ينظرون إلى قريش فيقولون هم قوم محمد ÷ وقبيلته وإن قريشا تنظر إلينا فتقول إن لهم بالنبوة فضلا على سائر قريش وإنهم أولياء هذا الأمر دون قريش والناس وإنهم إن ولوه لم يخرج هذا السلطان منهم إلى أحد أبدا ومتى كان في غيرهم تداولتموه بينكم فلا والله لا تدفع قريش إلينا هذا السلطان طائعة أبدا قلت أفلا أرجع إلى المصر فأخبر الناس بمقالتك هذه وأدعو الناس إليك فقال يا جندب ليس هذا زمان ذلك فرجعت فكلما ذكرت للناس شيئا من فضل علي زبروني