روى أبو مخنف أيضا أن عمارا قال هذا البيت ذلك اليوم
  فأما عذره الثاني عن دخوله في الشورى بقوله لو لم يدخل فيها لقيل له إنك قد طعنت على واضع الشورى وليس ذلك إلا لأنك ترى الأمر لك فليس بعذر جيد لأنه لو امتنع من الدخول فيها على وجه الزهد وقلة الالتفات إلى الولاية والإعراض عن السلطان والإمرة لما نسبه أحد إلى ما ذكره المرتضى أصلا ولقال الناس رجل زاهد لا يريد الدنيا ولا يرغب في الرئاسة ثم ما المانع من أن يقول لعمر وهو حي نشدتك الله لا تدخلني فيها فإني لا أريدها ولا أوثرها أتراه كان في جواب هذا الكلام يأمر بقتله ويقول له إنما امتناعك لأنك تدعي أن رسول الله ÷ نص عليك فلا ترى أخذ الأمر من جهتي وتوليه من طريقي وإنما تريده بمحض النص الأول لا غير ما أظن أن عاقلا يخطر له أن ذلك كان يكون فهذا العذر بارد لا معنى له كالعذر الأول.
  فأما عذره الثالث وهو قوله إنه كان يجب عليه أن يتوصل إلى القيام بالأمر بكل طريق لأنه يلزمه القيام به فعذر جيد لا بأس به.
  وأما ثانيا فيقال للمرتضى هب إنا نزلنا عن الدخول في الشورى هلا عرض للجماعة وهم مجتمعون وهو يعد لهم مناقبه وفضائله بذكر النص وذلك بأن يكنى عنه كناية لطيفة فيقول لهم قد كان من رسول الله ÷ بالأمس في حقي ما تعلمون أتراهم كانوا في جواب هذه الكلمة يقتلونه ما أظن أنهم كانوا يجتمعون على ذلك ولا بد لو عرض بشيء من ذلك كان من كلام يدور بينهم في المعنى نحو أن يقولوا إن ذلك النص رجع عنه رسول الله ÷ أو يقولوا رأى المسلمون تركه للمصلحة أو يجري بينه وبينهم جدال ونزاع ولم يكن هناك خليفة يخاف جانبه وإنما كان مجلس مناظرة وبحث ولم يستقر الأمر لأحد.
  وقول المرتضى إنه وإن كان كذلك إلا أنهم كانوا لا يرضون أن يطعن في المتقدمين