شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام

صفحة 13 - الجزء 13

  ناطقا وإذا دعاه داع إلى الكلام نطق اللسان بما في ضمير صاحبه.

  وتنشبت عروقه أي علقت وروي انتشبت والرواية الأولى أدخل في صناعة الكلام لأنها بإزاء تهدلت والتهدل التدلي وقد أخذ هذه الألفاظ بعينها أبو مسلم الخراساني فخطب بها في خطبة مشهورة من خطبه

ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام

  واعلم أن هذا الكلام قاله أمير المؤمنين # في واقعة اقتضت أن يقوله وذلك أنه أمر ابن أخته جعدة بن هبيرة المخزومي أن يخطب الناس يوما فصعد المنبر فحصر ولم يستطع الكلام فقام أمير المؤمنين # فتسنم ذروة المنبر وخطب خطبة طويلة ذكر الرضي | منها هذه الكلمات وروى شيخنا أبو عثمان في كتاب البيان والتبيين أن عثمان صعد المنبر فأرتج عليه فقال إن أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا وأنتم إلى إمام عادل أحوج منكم إلى إمام خطيب وستأتيكم الخطبة على وجهها ثم نزل.

  قال أبو عثمان وروى أبو الحسن المدائني قال صعد ابن لعدي بن أرطاة المنبر فلما رأى الناس حصر فقال الحمد لله الذي يطعم هؤلاء ويسقيهم وصعد روح بن حاتم المنبر فلما رأى الناس قد رشقوه بأبصارهم وصرفوا أسماعهم