شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته

صفحة 30 - الجزء 13

  وفقكم الله رزقكم الله هداكم الله نصركم الله سلمكم الله تقبلكم الله أوصيكم بتقوى الله وأوصى الله بكم واستخلفه عليكم إني لكم منه نذير وبشير ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده فإنه قال لي ولكم {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ٨٣}⁣[القصص: ٨٣] فقلنا يا رسول الله فمتى أجلك قال قد دنا الفراق والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى والرفيق الأعلى وجنة المأوى والعيش المهنا قلنا فمن يغسلك يا رسول الله قال أهلي الأدنى فالأدنى قلنا ففيم نكفنك قال في ثيابي هذه إن شئتم أو في بياض مصر أو حلة يمنية قلنا فمن يصلي عليك فقال إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة فإن أول من يصلي علي جليسي وحبيبي وخليلي جبرائيل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده من الملائكة ثم ادخلوا علي فوجا فوجا فصلوا علي وسلموا ولا تؤذوني بتزكية ولا ضجة ولا رنة وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ثم أنتم بعد وأقرءوا أنفسكم مني السلام ومن غاب من أهلي فأقرءوه مني السلام ومن تابعكم بعدي على ديني فأقرءوه مني السلام فإني أشهدكم أني قد سلمت على من بايعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة قلنا فمن يدخلك قبرك يا رسول الله قال أهلي مع ملائكة كثيرة يرونكم ولا ترونهم.

  قلت العجب لهم كيف لم يقولوا له في تلك الساعة فمن يلي أمورنا بعدك لأن ولاية الأمر أهم من السؤال عن الدفن وعن كيفية الصلاة عليه وما أعلم ما أقول في هذا المقام

  قال أبو جعفر الطبري وروى سعيد بن جبير قال كان ابن عباس | يقول