ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته
  إن كان له أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس وقد أراني أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم به مرارا ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها فقام رجل فقال يا رسول الله إن لي عندك ثلاثة دراهم فقال إنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه على يمين فيم كانت لك عندي قال أتذكر يا رسول الله يوم مر بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم قال أعطه يا فضل فأمرته فجلس ثم قال أيها الناس من كان عنده شيء فليؤده ولا يقل فضوح الدنيا فإن فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت محتاجا إليها قال خذها منه يا فضل ثم قال أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم أدعو له فقام رجل فقال يا رسول الله إني لكذاب وإني لفاحش وإني لنئوم فقال اللهم ارزقه صدقا وصلاحا وأذهب عنه النوم إذا أراد ثم قام رجل فقال يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما شيء أو قال وإن من شيء إلا وقد جئته فقام عمر بن الخطاب فقال فضحت نفسك أيها الرجل فقال النبي ÷ يا ابن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير وروى عبد الله بن مسعود قال نعى إلينا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر جمعنا في بيت أمنا عائشة فنظر إلينا وشدد ودمعت عينه وقال مرحبا بكم حياكم الله رحمكم الله آواكم الله حفظكم الله رفعكم الله نفعكم الله