شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته

صفحة 32 - الجزء 13

  لداء ما كان الله ليقذفني به لا يبقى أحد في البيت إلا لد إلا عمي قال فلقد لدت ميمونة وإنها لصائمة لقسم رسول الله ÷ عقوبة لهم بما صنعوا

  قال أبو جعفر وقد وردت رواية أخرى عن عائشة قالت لددنا رسول الله ÷ في مرضه فقال لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال لا يبقى أحد إلا لد غير العباس عمي فإنه لم يشهدكم.

  قال أبو جعفر والذي تولى اللدود بيده أسماء بنت عميس.

  قلت العجب من تناقض هذه الروايات في إحداها أن العباس لم يشهد اللدود فلذلك أعفاه رسول الله ÷ من أن يلد ولد من كان حاضرا وفي إحداها أن العباس حضر لده # وفي هذه الرواية التي تتضمن حضور العباس في لده كلام مختلف فيها أن العباس قال لا ألده ثم قال فلد فأفاق فقال من صنع بي هذا قالوا عمك إنه قال هذا دواء جاءنا من أرض الحبشة لذات الجنب فكيف يقول لا ألده ثم يكون هو الذي أشار بأن يلد وقال هذا دواء جاءنا من أرض الحبشة لكذا.

  وسألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد البصري عن حديث اللدود فقلت ألد علي بن أبي طالب ذلك اليوم فقال معاذ الله لو كان لد لذكرت عائشة ذلك فيما تذكره وتنعاه عليه قال وقد كانت فاطمة حاضرة في الدار وابناها معها أفتراها لدت أيضا ولد الحسن والحسين كلا وهذا أمر لم يكن وإنما هو حديث ولده من ولده تقربا إلى بعض الناس والذي كان أن أسماء بنت عميس أشارت بأن يلد وقالت هذا دواء جاءنا من أرض الحبشة جاء به جعفر بن أبي طالب وكان بعلها