شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته

صفحة 33 - الجزء 13

  وساعدتها على تصويب ذلك والإشارة به ميمونة بنت الحارث فلد رسول الله ÷ فلما أفاق أنكره وسأل عنه فذكر له كلام أسماء وموافقة ميمونة لها فأمر أن تلد الامرأتان لا غير فلدتا ولم يجر غير ذلك والباطل لا يكاد يخفى على مستبصر.

  وروت عائشة قالت كثيرا ما كنت أسمع رسول الله يقول إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره فلما احتضر رسول الله ÷ كان آخر كلمة سمعتها منه بل الرفيق الأعلى فقلت إذا والله لا يختارنا وعلمت أن ذلك ما كان يقوله من قبل وروى الأرقم بن شرحبيل قال سألت ابن عباس | هل أوصى رسول الله ÷ فقال لا قلت فكيف كان فقال إن رسول الله ÷ قال في مرضه ابعثوا إلى علي فادعوه فقالت عائشة لو بعثت إلى أبي بكر وقالت حفصة لو بعثت إلى عمر فاجتمعوا عنده جميعا هكذا لفظ الخبر على ما أورده الطبري في التاريخ ولم يقل فبعث رسول الله ÷ إليهما قال ابن عباس فقال رسول الله ÷ انصرفوا فإن تكن لي حاجة أبعث إليكم فانصرفوا وقيل لرسول الله الصلاة فقال مروا أبا بكر أن يصلي بالناس فقالت عائشة إن أبا بكر رجل رقيق فمر عمر فقال مروا عمر فقال عمر ما كنت لأتقدم وأبو بكر شاهد فتقدم أبو بكر فوجد رسول الله ÷ خفة فخرج فلما سمع أبو بكر حركته تأخر فجذب رسول الله ÷ ثوبه فأقامه مكانه وقعد رسول الله ÷ فقرأ من حيث انتهى أبو بكر.

  قلت عندي في هذه الواقعة كلام ويعترضني فيها شكوك واشتباه إذا كان قد