شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته

صفحة 41 - الجزء 13

  ما غسل رسول الله ÷ إلا نساؤه ولو كان في ذلك المقام غيره من أولي الطباع الخشنة وأرباب الفظاظة والغلظة وقد سأل أوس ذلك لزجر وانتهر ورجع خائبا.

  قال الطبري وكان المغيرة بن شعبة يدعي أنه أحدث الناس عهدا برسول الله ÷ ويقول للناس إنني أخذت خاتمي فألقيته في القبر وقلت إن خاتمي قد سقط مني وإنما طرحته عمدا لأمس رسول الله ÷ فأكون آخر الناس به عهدا.

  قال الطبري فروى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال اعتمرت مع علي بن أبي طالب # في زمان عمر أو عثمان فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب فلما فرغ من عمرته رجع وقد سكب له غسل فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا يا أبا الحسن جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا به فقال أظن المغيرة يحدثكم أنه أحدث الناس عهدا برسول الله ÷ قالوا أجل عن ذا جئنا نسألك قال كذب أحدث الناس عهدا برسول الله ÷ قثم بن العباس كان آخرنا خروجا من قبره.

  قلت بحق ما عاب أصحابنا رحمهم الله المغيرة وذموه وانتقصوه فإنه كان على طريقة غير محمودة وأبى الله إلا أن يكون كاذبا على كل حال لأنه إن لم يكن أحدثهم بالنبي عهدا فقد كذب في دعواه أنه أحدثهم به عهدا وإن كان أحدثهم به عهدا كما يزعم فقد اعترف بأنه كذب في قوله لهم سقط خاتمي مني وإنما ألقاه عمدا وأين المغيرة ورسول الله ÷ ليدعي القرب منه وأنه أحدث الناس عهدا به