شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

238 - ومن خطبة له # ومن الناس من يسمي هذه الخطبة بالقاصعة

صفحة 166 - الجزء 13

  وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ اَلْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْ ءٍ مِنَ اَلْأَشْيَاءِ إِلاَّ عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ اَلْجُهَلاَءِ أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ اَلسُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَلاَ عِلَّةٌ أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ وَطَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَأَنْتَ طِينِيٌّ وَأَمَّا اَلْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ اَلْأُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لآِثَارِ مَوَاقِعِ اَلنِّعَمِ فَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنَ اَلْعَصَبِيَّةِ فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ اَلْخِصَالِ وَمَحَامِدِ اَلْأَفْعَالِ وَمَحَاسِنِ اَلْأُمُورِ اَلَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا اَلْمُجَدَاءُ وَاَلنُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ اَلْعَرَبِ وَيَعَاسِيبِ اَلقَبَائِلِ بِالْأَخْلاَقِ اَلرَّغِيبَةِ وَاَلْأَحْلاَمِ اَلْعَظِيمَةِ وَاَلْأَخْطَارِ اَلْجَلِيلَةِ وَاَلآْثَارِ اَلْمَحْمُودَةِ فَتَعَصَّبُوا لِخِلاَلِ اَلْحَمْدِ مِنَ اَلْحِفْظِ لِلْجِوَارِ وَاَلْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَاَلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ وَاَلْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَاَلْأَخْذِ بِالْفَضْلِ وَاَلْكَفِّ عَنِ اَلْبَغْيِ وَاَلْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ وَاَلْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَاَلْكَظْمِ لِلْغَيْظِ وَاِجْتِنَابِ اَلْفَسَادِ فِي اَلْأَرْضِ قد روي تحتمل بالتاء وروي تحمل والمعنى واحد.

  والتمويه التلبيس من موهت النحاس إذا طليته بالذهب ليخفى.

  ولاط الشيء بقلبي يلوط ويليط أي التصق.

  والمترف الذي أطغته النعمة.