شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

238 - ومن خطبة له # ومن الناس من يسمي هذه الخطبة بالقاصعة

صفحة 168 - الجزء 13

  ويا لربيعة ويقبلون إلى ذلك الصائح فيضربونه فيمضي إلى قبيلته فيستصرخها فتسل السيوف وتثور الفتن ولا يكون لها أصل في الحقيقة إلا تعرض الفتيان بعضهم ببعض: وَاِحْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ اَلْمَثُلاَتِ بِسُوءِ اَلْأَفْعَالِ وَذَمِيمِ اَلْأَعْمَالِ فَتَذَكَّرُوا فِي اَلْخَيْرِ وَاَلشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ وَاِحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ حَالَيْهِمْ فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ اَلْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ حَالَهُمْ وَزَاحَتِ اَلْأَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ وَمُدَّتِ اَلْعَافِيَةُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَاِنْقَادَتِ اَلنِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ وَوَصَلَتِ اَلْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُمْ مِنَ اَلاِجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ وَاَللُّزُومِ لِلْأُلْفَةِ وَاَلتَّحَاضِّ عَلَيْهَا وَاَلتَّوَاصِي بِهَا وَاِجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْرٍ كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ وَأَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ مِنْ تَضَاغُنِ اَلْقُلُوبِ وَتَشَاحُنِ اَلصُّدُورِ وَتَدَابُرِ اَلنُّفُوسِ وَتَخَاذُلِ اَلْأَيْدِي المثلات العقوبات.

  وذميم الأفعال ما يذم منها.

  وتفاوت حاليهم اختلافهما وزاحت الأعداء بعدت وله أي لأجله.

  والتحاض عليها تفاعل يستدعي وقوع الحض وهو الحث من الجهتين أي يحث بعضهم بعضا.

  والفقرة واحدة فقر الظهر ويقال لمن قد أصابته مصيبة شديدة قد كسرت فقرته.