شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات

صفحة 176 - الجزء 13

  ألسنا الذين تميم بهم ... تسامى وتفخر في المشهد

  وناجية الخير والأقرعان ... وقبر بكاظمة المورد

  إذا ما أتى قبره عائذ ... أناخ على القبر بالأسعد

  أيطلب مجد بني دارم ... عطية كالجعل الأسود

  قرنبى يحك قفا مقرف ... لئيم مآثره قعدد

  ومجد بني دارم فوقه ... مكان السماكين والفرقد

  وفي الحديث أن صعصعة بن ناجية بن عقال لما وفد على رسول الله ÷ قال يا رسول الله إني كنت أعمل في الجاهلية عملا صالحا فهل ينفعني ذلك اليوم قال # وما عملت قال ضللت ناقتين عشراوين فركبت جملا ومضيت في بغائهما فرفع لي بيت حريد فقصدته فإذا شيخ جالس بفنائه فسألته عن الناقتين فقال ما نارهما قلت ميسم بني دارم قال هما عندي وقد أحيا الله بهما قوما من أهلك من مضر فجلست معه ليخرجهما إلى فإذا عجوز قد خرجت من كسر البيت فقال لها ما وضعت إن كان سقبا شاركنا في أموالنا وإن كان حائلا وأدناها فقالت العجوز وضعت أنثى فقلت له أتبيعها قال وهل تبيع العرب أولادها قلت إنما أشتري حياتها ولا أشتري رقها قال فبكم قلت احتكم قال بالناقتين والجمل قلت أذاك لك على أن يبلغني الجمل وإياها قال بعتك فاستنقذتها