شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات

صفحة 180 - الجزء 13

  وَ لاَ مِيكَائِيلَ وَلاَ مُهَاجِرِينَ وَلاَ أَنْصَارَ مِيكَائِيلُ وَلاَ مُهَاجِرُونَ وَلاَ أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ إِلاَّ اَلْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اَللَّهُ بَيْنَكُمْ وَإِنَّ عِنْدَكُمُ اَلْأَمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اَللَّهِ وَقَوَارِعِهِ وَأَيَّامِهِ وَوَقَائِعِهِ فَلاَ تَسْتَبْطِئُوا وَعِيدَهُ جَهْلاً بِأَخْذِهِ وَتَهَاوُناً بِبَطْشِهِ وَيَأْساً مِنْ بَأْسِهِ فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَلْعَنِ اَلْقَرْنَ اَلْمَاضِيَ اَلْقُرُونَ اَلْمَاضِيَةَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ إِلاَّ لِتَرْكِهِمُ اَلْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَاَلنَّهْيَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ فَلَعَنَ اَللَّهُ اَلسُّفَهَاءَ لِرُكُوبِ اَلْمَعَاصِي وَاَلْحُلَمَاءَ لِتَرْكِ اَلتَّنَاهِي نفضتم أيديكم كلمة تقال في اطراح الشيء وتركه وهي أبلغ من أن تقول تركتم حبل الطاعة لأن من يخلي الشيء من يده ثم ينفض يده منه يكون أشد تخلية له ممن لا ينفضها بل يقتصر على تخليته فقط لأن نفضها إشعار وإيذان بشدة الاطراح والإعراض.

  والباء في قوله بأحكام الجاهلية متعلقة بثلمتم أي ثلمتم حصن الله بأحكام الجاهلية التي حكمتم بها في ملة الإسلام.

  والباء في قوله بنعمة لا يعرف متعلقة بامتن وفي من قوله فيما عقد متعلقة بمحذوف وموضعها نصب على الحال وهذا إشارة إلى قوله تعالى {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}⁣[الأنفال: ٦٣] وقوله {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}⁣[آل عمران: ١٠٣].

  و روي تتقلبون في ظلها.