شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار علي عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى أهل الكوفة

صفحة 15 - الجزء 14

  وقال تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}⁣[النساء: ٩٣] فاتقوا الله عباد الله وضعوا أسلحتكم وكفوا عن قتال إخوانكم.

  أما بعد يا أهل الكوفة إن تطيعوا الله باديا وتطيعوني ثانيا تكونوا جرثومة من جراثيم العرب يأوي إليكم المضطر ويأمن فيكم الخائف إن عليا إنما يستنفركم لجهاد أمكم عائشة وطلحة والزبير حواري رسول الله ومن معهم من المسلمين وأنا أعلم بهذه الفتن أنها إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت أسفرت إني أخاف عليكم أن يلتقي غاران منكم فيقتتلا ثم يتركا كالأحلاس الملقاة بنجوة من الأرض ثم يبقى رجرجة من الناس لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن منكر إنها قد جاءتكم فتنة كافرة لا يدرى من أين تؤتى تترك الحليم حيران كأني أسمع رسول الله ÷ بالأمس يذكر الفتن فيقول أنت فيها نائما خير منك قاعدا وأنت فيها جالسا خير منك قائما وأنت فيها قائما خير منك ساعيا فثلموا سيوفكم وقصفوا رماحكم وانصلوا سهامكم وقطعوا أوتاركم وخلوا قريشا ترتق فتقها وترأب صدعها فإن فعلت فلأنفسها ما فعلت وإن أبت فعلى أنفسها ما جنت سمنها في أديمها استنصحوني ولا تستغشوني وأطيعوني ولا تعصوني يتبين لكم رشدكم ويصلى هذه الفتنة من جناها فقام إليه عمار بن ياسر فقال أنت سمعت رسول الله ÷ يقول ذلك قال نعم هذه يدي بما قلت فقال إن كنت صادقا فإنما عناك بذلك وحدك واتخذ عليك الحجة فالزم بيتك ولا تدخلن في الفتنة أما إني أشهد أن رسول الله ÷ أمر عليا بقتال الناكثين وسمى له فيهم من سمى وأمره بقتال القاسطين وإن شئت لأقيمن لك شهودا يشهدون أن رسول الله ÷