شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار علي عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى أهل الكوفة

صفحة 16 - الجزء 14

  إنما نهاك وحدك وحذرك من الدخول في الفتنة ثم قال له أعطني يدك على ما سمعت فمد إليه يده فقال له عمار غلب الله من غالبه وجاهده ثم جذبه فنزل عن المنبر.

  وروى محمد بن جرير الطبري في التاريخ قال لما أتى عليا # الخبر وهو بالمدينة بأمر عائشة وطلحة والزبير وأنهم قد توجهوا نحو العراق خرج يبادر وهو يرجو أن يدركهم ويردهم فلما انتهى إلى الربذة أتاه عنهم أنهم قد أمعنوا فأقام بالربذة أياما وأتاه عنهم أنهم يريدون البصرة فسر بذلك وقال إن أهل الكوفة أشد لي حبا وفيهم رؤساء العرب وأعلامهم فكتب إليهم إني قد اخترتكم على الأمصار وإني بالأثر.

  قال أبو جعفر محمد بن جرير | كتب علي # من الربذة إلى أهل الكوفة أما بعد فإني قد اخترتكم وآثرت النزول بين أظهركم لما أعرف من مودتكم وحبكم لله ورسوله فمن جاءني ونصرني فقد أجاب الحق وقضى الذي عليه.

  قال أبو جعفر فأول من بعثه علي # من الربذة إلى الكوفة محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر فجاء أهل الكوفة إلى أبي موسى وهو الأمير عليهم ليستشيروه في الخروج إلى علي بن أبي طالب # فقال لهم أما سبيل الآخرة فأن تقعدوا وأما سبيل الدنيا فأن تخرجوا.

  وبلغ المحمدين قول أبي موسى الأشعري فأتياه وأغلظا له فأغلظ لهما وقال