شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الأول إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب

صفحة 61 - الجزء 14

  ما كان من باسمك اللهم قالوا وأما كاتبها منصور بن عكرمة فشلت يده فيما يذكرون فلما مزقت الصحيفة خرج بنو هاشم من حصار الشعب.

  قال محمد بن إسحاق فلم يزل أبو طالب ثابتا صابرا مستمرا على نصر رسول الله ÷ وحمايته والقيام دونه حتى مات في أول السنة الحادية العشرة من مبعث رسول الله ÷ فطمعت فيه قريش حينئذ ونالت منه فخرج عن مكة خائفا يطلب أحياء العرب يعرض عليهم نفسه فلم يزل كذلك حتى دخل مكة في جوار المطعم بن عدي ثم كان من أمره مع الخزرج ما كان ليلة العقبة.

  قال ومن شعر أبي طالب الذي يذكر فيه رسول الله ÷ وقيامه دونه:

  أرقت وقد تصوبت النجوم ... وبت ولا تسالمك الهموم

  لظلم عشيرة ظلموا وعقوا ... وغب عقوقهم لهم وخيم

  هم انتهكوا المحارم من أخيهم ... وكل فعالهم دنس ذميم

  وراموا خطة جورا وظلما ... وبعض القول ذو جنف مليم

  لتخرج هاشما فتكون منها ... بلاقع بطن مكة فالحطيم

  فمهلا قومنا لا تركبونا ... بمظلمة لها خطب جسيم

  فيندم بعضكم ويذل بعض ... وليس بمفلح أبدا ظلوم

  أرادوا قتل أحمد زاعميه ... وليس بقتله منهم زعيم

  ودون محمد منا ندي ... هم العرنين والعضو الصميم

  ومن ذلك قوله:

  وقالوا لأحمد أنت امرؤ ... خلوف الحديث ضعيف السبب