اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب
  سياقة الكلام لأن العرب كان يعيب بعضها بعضا باختلاط المياه واشتباه الأنساب ونكاح الشبهة.
  وقولهم لو كانوا عبدة أصنام لما كانوا طاهرين يقال لهم لم قلتم إنهم لو كانوا عبدة أصنام لما كانوا طاهري الأصلاب فإنه لا منافاة بين طهارة الأصلاب وعبادة الصنم ألا ترى أنه لو أراد ما زعموه لما ذكر الأصلاب والأرحام بل جعل عوضها العقائد واعتذارهم عن إبراهيم وأبيه يقدح في قولهم في أبي طالب لأنه لم يكن أبا محمد ÷ بل كان عمه فإذا جاز عندهم أن يكون العم وهو آزر مشركا كما قد اقترحوه في تأويلهم لم يكن لهم حجة من هذا الوجه على إسلام أبي طالب.
  واحتجوا في إسلام الآباء
  بما روي عن جعفر بن محمد # أنه قال يبعث الله عبد المطلب يوم القيامة وعليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك وروي أن العباس بن عبد المطلب قال لرسول الله ÷ بالمدينة يا رسول الله ما ترجو لأبي طالب فقال أرجو له كل خير من الله ø وروي أن رجلا من رجال الشيعة وهو أبان بن محمود كتب إلى علي بن موسى الرضا # جعلت فداك إني قد شككت في إسلام أبي طالب فكتب إليه {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}[النساء: ١١٥] الآية وبعدها إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار وقد روي عن علي بن محمد الباقر # أنه سئل عما يقوله الناس إن أبا طالب في ضحضاح من نار فقال لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه ثم قال ألم تعلموا أن أمير المؤمنين عليا # كان يأمر أن يحج عن عبد الله وأبيه أبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم.
  وروي أن أبا بكر جاء بأبي قحافة إلى النبي ÷ عام الفتح يقوده