شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب

صفحة 69 - الجزء 14

  وهو شيخ كبير أعمى فقال رسول الله ألا تركت الشيخ حتى نأتيه فقال أردت يا رسول الله أن يأجره الله أما والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام عمك أبي طالب مني بإسلام أبي ألتمس بذلك قرة عينك فقال صدقت.

  وروي أن علي بن الحسين # سئل عن هذا فقال وا عجبا إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات.

  ويروي قوم من الزيدية أن أبا طالب أسند المحدثون عنه حديثا ينتهي إلى أبي رافع مولى رسول الله ÷ قال سمعت أبا طالب يقول بمكة حدثني محمد ابن أخي أن ربه بعثه بصلة الرحم وأن يعبده وحده لا يعبد معه غيره ومحمد عندي الصادق الأمين.

  وقال قوم إن قول النبي ÷ أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة إنما عنى به أبا طالب.

  وقالت الإمامية إن ما يرويه العامة من أن عليا # وجعفرا لم يأخذا من تركة أبي طالب شيئا حديث موضوع ومذهب أهل البيت بخلاف ذلك فإن المسلم عندهم يرث الكافر ولا يرث الكافر المسلم ولو كان أعلى درجة منه في النسب.

  قالوا وقوله ÷ لا توارث بين أهل ملتين نقول بموجبه لأن التوارث تفاعل ولا تفاعل عندنا في ميراثهما واللفظ يستدعي الطرفين كالتضارب لا يكون إلا من اثنين قالوا وحب رسول الله ÷