شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الثالث قصة غزوة بدر

صفحة 95 - الجزء 14

  وقال قائلهم كلا زعمتم أنا كذبنا وكذبت عاتكة فأقامت قريش ثلاثا تتجهز ويقال يومين وأخرجت أسلحتها واشتروا سلاحا وأعان قويهم ضعيفهم وقام سهيل بن عمرو في رجال من قريش فقال يا معشر قريش هذا محمد والصباة معه من شبانكم وأهل يثرب قد عرضوا لعيركم ولطيمتكم فمن أراد ظهرا فهذا ظهر ومن أراد قوة فهذه قوة وقام زمعة بن الأسود فقال إنه واللات والعزى ما نزل بكم أمر أعظم من أن طمع محمد وأهل يثرب أن يعرضوا لعيركم فيها خزائنكم فأوعبوا ولا يتخلف منكم أحد ومن كان لا قوة له فهذه قوة والله لئن أصابها محمد وأصحابه لا يروعكم منهم إلا وقد دخلوا عليكم بيوتكم وقال طعيمة بن عدي يا معشر قريش والله ما نزل بكم أمر أجل من هذه أن يستباح عيركم ولطيمة قريش فيها أموالكم وخزائنكم والله ما أعرف رجلا ولا امرأة من بني عبد مناف له نش فصاعدا إلا وهو في هذه العير فمن كان لا قوة به فعندنا قوة نحمله ونقويه فحمل على عشرين بعيرا وقوي بهم وخلفهم في أهلهم بمعونة وقام حنظلة بن أبي سفيان وعمرو بن أبي سفيان فحضا الناس على الخروج ولم يدعوا إلى قوة ولا حملان فقيل لهما ألا تدعوان إلى ما دعا إليه قومكما من الحملان قالا والله ما لنا مال وما المال إلا لأبي سفيان ومشى نوفل بن معاوية الديلمي إلى أهل القوة من قريش وكلمهم في بذل النفقة والحملان لمن خرج فكلم عبد الله بن أبي ربيعة فقال هذه خمسمائة دينار تضعها حيث رأيت وكلم حويطب بن عبد العزى فأخذ منه مائتي دينار أو ثلاثمائة ثم قوي بها في السلاح والظهر.

  قال الواقدي وذكروا أنه كان لا يتخلف أحد من قريش إلا بعث مكانه بعثا فمشت قريش إلى أبي لهب فقالوا له إنك سيد من سادات قريش وإنك إن تخلفت عن