شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

27 - ومن خطبة له #

صفحة 78 - الجزء 2

  لأجل تضييعه الجهاد فالباء هاهنا للسببية كقوله تعالى {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ}⁣[الأنعام: ١٤٦].

  والنصف الإنصاف وعقر دارهم بالضم أصل دارهم والعقر الأصل ومنه العقار للنخل كأنه أصل المال وتواكلتم من وكلت الأمر إليك ووكلته إلي أي لم يتوله أحد منا ولكن أحال به كل واحد على الآخر ومنه رجل وكل أي عاجز يكل أمره إلى غيره وكذلك وكله.

  وتخاذلتم من الخذلان.

  وشنت عليكم الغارات فرقت وما كان من ذلك متفرقا نحو إرسال الماء على الوجه دفعة بعد دفعة فهو بالشين المعجمة وما كان أرسالا غير متفرق فهو بالسين المهملة ويجوز شن الغارة وأشنها.

  والمسالح جمع مسلحة وهي كالثغر والمرقب.

  وفي الحديث كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العذيب والمعاهدة ذات العهد وهي الذمية والحجل الخلخال ومن هذا قيل للفرس محجل وسمي القيد حجلا لأنه يكون مكان الخلخال ورعثها شنوفها جمع رعاث بكسر الراء ورعاث جمع رعثة فالأول مثل خمار وخمر والثاني مثل جفنة وجفان والقلب جمع قلب وهو السوار المصمت والاسترجاع قوله {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦}⁣[البقرة: ١٥٦] والاسترحام أن تناشده الرحم وانصرفوا وافرين أي تامين وفر الشيء نفسه أي تم فهو وافر ووفرت الشيء متعد أي أتممته.

  وفي رواية المبرد موفورين قال من الوفر أي لم ينل أحد منهم بأن يرزأ في بدن أو مال.