شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة

صفحة 167 - الجزء 14

  قال الواقدي فكانت القسمة على ثلاثمائة وسبعة عشر سهما لأن الرجال كانت ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وكان معهم فرسان لهما أربعة أسهم وقسم أيضا فوق ذلك لثمانية أسهم لم يحضروا ضرب لهم بسهامهم وأجورهم ثلاثة من المهاجرين لا خلاف فيهم وهم عثمان بن عفان خلفه رسول الله ÷ على ابنته رقية وماتت يوم قدم زيد بن حارثة بالبشارة إلى المدينة وطلحة بن عبيد الله وسعد بن زيد بن عمرو بن نفيل بعثهما رسول الله ÷ يتجسسان خبر العير وخمسة من الأنصار هم أبو لبابة بن عبد المنذر خلفه على المدينة وعاصم بن عدي خلفه على قباء وأهل العالية والحارث بن حاطب أمره بأمر في بني عمرو بن عوف وخوات بن جبير كسر بالروحاء والحارث بن الصمة مثله فلا اختلاف في هؤلاء واختلف في أربعة غيرهم فروي أنه ضرب لسعد بن عبادة بسهمه وأجره وقال لئن لم يشهدها لقد كان فيها راغبا وذلك أنه كان يحض الناس على الخروج إلى بدر فنهش فمنعه ذلك من الخروج.

  وروي أنه ضرب لسعد بن مالك الساعدي بسهمه وأجره وكان تجهز إلى بدر فمرض بالمدينة فمات خلاف رسول الله ÷ وأوصى إليه #.

  وروي أنه ضرب لرجلين آخرين من الأنصار ولم يسمهما الواقدي وقال هؤلاء الأربعة غير مجمع عليهم كإجماعهم على الثمانية.

  قال وقد اختلف هل ضرب بسهم في الغنيمة لقتلى بدر فقال الأكثرون لم يضرب لهم وقال بعضهم بل ضرب لهم حدثني ابن أبي سبرة عن يعقوب بن زيد عن أبيه أن رسول الله ÷ ضرب لشهداء بدر أربعة عشر رجلا قال وقد قال عبد الله ابن سعد بن خيثمة أخذنا سهم أبي الذي ضرب له رسول الله ÷ حين