شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة

صفحة 185 - الجزء 14

  دور بني أمية بن زيد وقدم زيد بن حارثة على ناقة النبي ÷ القصواء يبشر أهل المدينة فلما جاء المصلى صاح على راحلته قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة وابنا الحجاج وأبو جهل وأبو البختري وزمعة بن الأسود وأمية بن خلف وأسر سهيل بن عمرو ذو الأنياب في أسرى كثيرة فجعل الناس لا يصدقون زيد بن حارثة ويقولون ما جاء زيد إلا فلا حتى غاظ المسلمين ذلك وخافوا قال وكان قدوم زيد حين سووا على رقية بنت رسول الله ÷ التراب بالبقيع فقال رجل من المنافقين لأسامة بن زيد قتل صاحبكم ومن معه وقال رجل من المنافقين لأبي لبابة بن عبد المنذر قد تفرق أصحابكم تفرقا لا يجتمعون معه أبدا وقد قتل علية أصحابكم وقتل محمد وهذه ناقته نعرفها وهذا زيد بن حارثة لا يدري ما يقول من الرعب وقد جاء فلا فقال أبو لبابة كذب الله قولك وقالت يهود ما جاء زيد إلا فلا قال أسامة بن زيد فجئت حتى خلوت بأبي فقلت يا أبت أحق ما تقول فقال إي والله حقا يا بني فقويت نفسي فرجعت إلى ذلك المنافق فقلت أنت المرجف برسول الله وبالمسلمين لنقدمنك إلى رسول الله ÷ إذا قدم فليضربن عنقك فقال يا أبا محمد إنما هو شيء سمعت الناس يقولونه.

  قال الواقدي فقدم بالأسرى وعليهم شقران وهم تسعة وأربعون رجلا الذين أحصوا وهم سبعون في الأصل مجمع عليه لا شك فيه إلا أنهم لم يحص سائرهم ولقي الناس رسول الله ÷ بالروحاء يهنئونه بفتح الله عليه فلقيه وجوه الخزرج فقال سلمة بن سلامة بن وقش ما الذي تهنئونه فو الله ما قتلنا إلا عجائز صلعا فتبسم النبي ÷ فقال يا ابن أخي أولئك الملأ لو رأيتهم لهبتهم ولو أمروك لأطعتهم ولو رأيت فعالك مع فعالهم لاحتقرتها وبئس القوم كانوا على ذلك لنبيهم فقال سلمة أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله إنك يا رسول الله لم تزل عني معرضا منذ كنا بالروحاء