شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة

صفحة 186 - الجزء 14

  في بدأتنا فقال ÷ أما ما قلت للأعرابي وقعت على ناقتك فهي حبلى منك ففحشت وقلت ما لا علم لك به وأما ما قلت في القوم فإنك عمدت إلى نعمة من نعم الله تزهدها فقبل رسول الله ÷ معذرته وكان من علية أصحابه.

  قال الواقدي فروى الزهري قال لقي أبو هند البياضي مولى فروة بن عمرو رسول الله ومعه حميت مملوء حيسا أهداه له فقال رسول الله ÷ إنما أبو هند رجل من الأنصار فأنكحوه وأنكحوا إليه.

  قال الواقدي ولقيه أسيد بن حضير فقال يا رسول الله الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك والله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن بك أنك تلقى عدوا ولكني ظننت أنها العير ولو ظننت أنه عدو لما تخلفت فقال رسول الله صدقت.

  قال ولقيه عبد الله بن قيس بتربان فقال يا رسول الله الحمد لله على سلامتك وظفرك كنت يا رسول الله ليالي خرجت مورودا أي محموما فلم تفارقني حتى كان بالأمس فأقبلت إليك فقال آجرك الله.

  قال الواقدي وكان سهيل بن عمرو لما كان بتنوكة بين السقيا وملل كان مع مالك بن الدخشم الذي أسره فقال له خل سبيلي للغائط فقام معه فقال سهيل إني أحتشم فاستأخر عنى فاستأخر عنه فمضى سهيل على وجهه انتزع يده من القرآن ومضى فلما أبطأ سهيل على مالك بن الدخشم أقبل فصاح في الناس فخرجوا في طلبه وخرج النبي ÷ في طلبه بنفسه وقال من وجده فليقتله فوجده رسول الله ÷