شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة

صفحة 187 - الجزء 14

  بنفسه أخفى نفسه بين شجرات فأمر به فربطت يداه إلى عنقه ثم قرنه إلى راحلته فلم يركب سهيل خطوة حتى قدم المدينة.

  قال الواقدي فحدثني إسحاق بن حازم بن عبد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال لقي رسول الله ÷ أسامة بن زيد ورسول الله ÷ على ناقته القصوى فأجلسه بين يديه وسهيل بن عمرو مجبوب ويداه إلى عنقه فلما نظر إلى سهيل قالوا يا رسول الله أبو يزيد قال نعم هذا الذي كان يطعم الخبز بمكة وقال البلاذري قال أسامة وهو يومئذ غلام يا رسول الله هذا الذي كان يطعم الناس بمكة السريد يعني الثريد.

  قلت هذه لثغة مقلوبة لأن الألثغ يبدل السين ثاء وهذا أبدل الثاء سينا ومن الناس من يرويها هذا الذي كان يطعم الناس بمكة الشريد بالشين المعجمة.

  قال البلاذري وحدثني مصعب بن عبد الله الزبيري عن أشياخه أن أسامة رأى سهيلا يومئذ فقال يا رسول الله هذا الذي كان يطعم السريد بمكة فقال رسول الله ÷ هذا أبو يزيد الذي يطعم الطعام ولكنه سعى في إطفاء نور الله فأمكن الله منه.

  قال وفيه يقول أمية بن أبي الصلت الثقفي:

  يا با يزيد رأيت سيبك واسعا ... وسماء جودك تستهل فتمطر