شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة

صفحة 189 - الجزء 14

  رجعت فتجد رسول الله ÷ في بيت عائشة فقالت يا رسول الله إن بني عمي طلبوا أن يدخل بهم علي فأضيفهم وأدهن رءوسهم وألم من شعثهم ولم أحب أن أفعل شيئا من ذلك حتى أستأمرك فقال ÷ لست أكره شيئا من ذلك فافعلي من هذا ما بدا لك قال الواقدي وحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال قال أبو العاص بن الربيع كنت مستأسرا مع رهط من الأنصار جزاهم الله خيرا كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا التمر والخبز عندهم قليل والتمر زادهم حتى إن الرجل لتقع في يده الكسرة فيدفعها إلي وكان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك ويزيد قال وكانوا يحملوننا ويمشون.

  وقال محمد بن إسحاق في كتابه كان أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ختن رسول الله ÷ زوج ابنته زينب وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة وكان ابنا لهالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد وكان الربيع بن عبد العزى بعل هذه فكانت خديجة خالته فسألت خديجة رسول الله ÷ أن يزوجه زينب وكان رسول الله ÷ لا يخالف خديجة وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي فزوجه إياها فكان أبو العاص من خديجة بمنزلة ولدها فلما أكرم الله رسوله بنبوته آمنت به خديجة وبناته كلهن وصدقته وشهدن أن ما جاء به حق ودن بدينه وثبت أبو العاص على شركه وكان رسول الله ÷ قد زوج عتبة بن أبي إحدى ابنتيه رقية أو أم كلثوم وذلك من قبل أن ينزل عليه فلما أنزل عليه الوحي ونادى قومه بأمر الله باعدوه فقال بعضهم لبعض إنكم قد فرغتم محمد من همه أخذتم عنه بناته وأخرجتموهن من عياله فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن فمشوا إلى أبي العاص بن الربيع فقالوا فارق صاحبتك بنت محمد ونحن نزوجك أي