شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة

صفحة 190 - الجزء 14

  امرأة شئت من قريش فقال لا ها الله إذن لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لي بها امرأة من قريش فكان رسول الله ÷ إذا ذكره يثني عليه خيرا في صهره ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا له طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة شئت من قريش فقال إن أنتم زوجتموني ابنة أبان بن سعيد بن العاص أو ابنة سعيد بن العاص فارقتها فزوجوه ابنة سعيد بن العاص ففارقها ولم يكن دخل بها فأخرجها الله من يده كرامة لها وهوانا له ثم خلف عليها عثمان بن عفان بعده وكان رسول الله ÷ مغلوبا على أمره بمكة لا يحل ولا يحرم وكان الإسلام قد فرق بين زينب وأبي العاص إلا أن رسول الله ÷ كان لا يقدر وهو بمكة أن يفرق بينهما فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه حتى هاجر رسول الله ÷ إلى المدينة وبقيت زينب بمكة مع أبي العاص فلما سارت قريش إلى بدر سار أبو العاص معهم فأصيب في الأسرى يوم بدر فأتي به النبي ÷ فكان عنده مع الأسارى فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بعلها بمال وكان فيما بعثت به قلادة كانت خديجة أمها أدخلتها بها على أبي العاص ليلة زفافها عليه فلما رآها رسول الله ÷ رق لها رقة شديدة وقال للمسلمين إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها ما بعثت به من الفداء فافعلوا فقالوا نعم يا رسول الله نفديك بأنفسنا وأموالنا فردوا عليها ما بعثت به وأطلقوا لها أبا العاص بغير فداء.

  قلت قرأت على النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد البصري العلوي | هذا الخبر فقال أترى أبا بكر وعمر لم يشهدا هذا المشهد أما كان يقتضي التكريم والإحسان