شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة غزوة أحد

صفحة 228 - الجزء 14

  مضى من آبائك وكان ذلك رأيه مع رأيك فأبى أن يقبله وأطاع هؤلاء الغلمان الذين معه قال فصادفوا من ابن أبي نفاقا وغشا فبات رسول الله ÷ بالشيخين وبات ابن أبي في أصحابه وفرغ رسول الله ÷ من عرض من عرض وغابت الشمس فأذن بلال بالمغرب فصلى رسول الله ÷ بأصحابه ثم أذن بالعشاء فصلى رسول الله ÷ بأصحابه ورسول الله ÷ نازل في بني النجار واستعمل على الحرس محمد بن مسلمة في خمسين رجلا يطيفون بالعسكر حتى ادلج رسول الله ÷ وكان المشركون قد رأوا رسول الله ÷ حيث ادلج ونزل بالشيخين فجمعوا خيلهم وظهرهم واستعملوا على حرسهم عكرمة بن أبي جهل في خيل من المشركين وباتت صاهلة خيلهم لا تهدأ تدنو طلائعهم حتى تلصق بالحرة فلا تصعد فيها حتى ترجع خيلهم ويهابون موضع الحرة ومحمد بن مسلمة.

  قال الواقدي وقد كان رسول الله ÷ قال حين صلى العشاء من يحفظنا الليلة فقال رجل أنا يا رسول الله فقال من أنت قال ذكوان بن عبد القيس فقال اجلس ثم قال ثانية من رجل يحفظنا الليلة فقام رجل فقال من أنت قال أبو سبع قال اجلس ثم قال ثالثة مثل ذلك فقام رجل فقال من أنت فقال أنا ابن عبد قيس فمكث رسول الله ÷ ساعة ثم قال قوموا ثلاثتكم فقام ذكوان بن عبد قيس فقال رسول الله وأين صاحباك فقال ذكوان أنا الذي كنت أجيبك الليلة قال فاذهب حفظك الله.

  قلت قد تقدم هذا الحديث بذاته في غزوة بدر وظاهر الحال أنه مكرر