شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة غزوة أحد

صفحة 229 - الجزء 14

  وأنه إنما كان في غزاة واحدة ويجوز أن يكون قد وقع في الغزاتين ولكن على بعد.

  قال الواقدي فلبس ذكوان درعه وأخذ درقته فكان يطوف على العسكر تلك الليلة ويقال كان يحرس رسول الله ÷ لم يفارقه.

  قال ونام رسول الله ÷ حتى ادلج فلما كان في السحر قال رسول الله أين الأدلاء من رجل يدلنا على الطريق ويخرجنا على القوم من كثب فقام أبو خثيمة الحارثي فقال أنا يا رسول الله ويقال أوس بن قيظي ويقال محيصة.

  قال الواقدي وأثبت ذلك عندنا أبو خثيمة خرج برسول الله ÷ وركب فرسه فسلك به في بني حارثة ثم أخذ في الأموال حتى مر بحائط مربع بن قيظي وكان أعمى البصر منافقا فلما دخل رسول الله ÷ حائطه قام يحثي التراب في وجوه المسلمين ويقول إن كنت رسول الله فلا تدخل حائطي فلا أحله لك.

  قال محمد بن إسحاق وقذ ذكر أنه أخذ حفنة من تراب وقال والله لو أعلم أني لا أصيب غيرك يا محمد لضربت بها وجهك.

  قال الواقدي فضربه سعد بن زيد الأشهلي بقوس في يده فشجه في رأسه فنزل الدم فغضب له بعض بني حارثة ممن هو على مثل رأيه فقال هي على عداوتكم يا بني عبد الأشهل لا تدعونها أبدا لنا فقال أسيد بن حضير لا والله ولكن نفاقكم والله لو لا أني لا أدري ما يوافق النبي ÷ لضربت عنقه وعنق من هو على مثل رأيه.

  قال ونهاهم النبي ÷ عن الكلام فأسكتوا.