شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة غزوة أحد

صفحة 230 - الجزء 14

  وقال محمد بن إسحاق قال رسول الله ÷ دعوه فإنه أعمى البصر أعمى القلب يعني مربع بن قيظي.

  قال الواقدي ومضى رسول الله ÷ فبينا هو في مسيره إذ ذب فرس أبي بردة بن نيار بذنبه فأصاب كلاب سيفه فسل سيفه فقال رسول الله ÷ يا صاحب السيف شم سيفك فإني أخال السيوف ستسل اليوم فيكثر سلها.

  قال وكان رسول الله ÷ يحب الفأل ويكره الطيرة قال ولبس رسول الله ÷ من الشيخين درعا واحدة حتى انتهى إلى أحد فلبس درعا أخرى ومغفرا وبيضة فوق المغفر فلما نهض رسول الله ÷ من الشيخين زحف المشركين على تعبئة حتى انتهوا إلى موضع أرض ابن عامر اليوم فلما انتهى رسول الله ÷ إلى موضع القنطرة اليوم جاءه وقد حانت الصلاة وهو يرى المشركين فأمر بلالا فأذن وأقام وصلى بأصحابه الصبح صفوفا وانخزل عبد الله بن أبي من ذلك المكان في كتيبته كأنه هيقه تقدمهم فأتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام فقال أذكركم الله ودينكم ونبيكم وما شرطتم له أن تمنعوه مما تمنعون منه أنفسكم وأولادكم ونساءكم فقال ابن أبي ما أرى أنه يكون بينهم قتال وإن أطعتني يا أبا جابر لترجعن فإن أهل الرأي والحجى قد رجعوا ونحن ناصروه في مدينتنا وقد خالفنا وأشرت عليه بالرأي فأبى إلا طواعية الغلمان فلما أبى على عبد الله بن عمرو أن يرجع ودخل هو وأصحابه أزقة المدينة قال لهم أبو جابر أبعدكم الله إن الله سيغني النبي والمؤمنين عن نصركم فانصرف ابن أبي وهو يقول أيعصيني ويطيع الولدان وانصرف عبد الله بن عمرو يعدو حتى لحق رسول الله وهو يسوي الصفوف فلما أصيب أصحاب