شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة غزوة أحد

صفحة 270 - الجزء 14

  فأنفذه ومشى حنظلة إليه في الرمح فضربه ثانية فقتله وهرب أبو سفيان يعدو على قدميه فلحق ببعض قريش فنزل عن صدر فرسه وردف وراءه أبا سفيان فذلك قول أبي سفيان يذكر صبره ووقوفه وأنه لم يفر وذكره محمد بن إسحاق:

  ولو شئت نجتني كميت طمرة ... ولم أحمل النعماء لابن شعوب

  وما زال مهري مزجر الكلب فيهم ... لدن غدوة حتى دنت لغروب

  أقاتلهم وأدعي يال غالب ... وأدفعهم عني بركن صليب

  فبكي ولا ترعى مقالة عاذل ... ولا تسأمي من عبرة ونحيب

  أياك وإخوانا لنا قد تتابعوا ... وحق لهم من حسرة بنصيب

  وسلي الذي قد كان في النفس إنني ... قتلت من النجار كل نجيب

  ومن هاشم قرما كريما ومصعبا ... وكان لدى الهيجاء غير هيوب

  ولو أنني لم أشف نفسي منهم ... لكانت شجا في الصدر ذات ندوب

  فآبوا وقد أودى الجلابيب منهم ... بهم كمد من واجم وكئيب

  أصابهم من لم يكن لدمائهم ... كفاء ولا في سنخهم بضريب

  قال الواقدي مر أبو عامر الراهب على حنظلة ابنه وهو مقتول إلى جنب