شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة غزوة أحد

صفحة 273 - الجزء 14

  وأبشر بالجنة فقام وقمت على أثره يعلم الله أني أطلب مثل ما يطلب يومئذ من الشهادة فخضنا حومتهم حتى رجعنا فيهم الثانية فأصابوه | ووددت والله أني كنت أصبت يومئذ معه ولكن أجل استأخر ثم دعا من ساعته بسهمه فأعطاه وفضله وقال اختر في المقام عندنا أو الرجوع إلى أهلك فقال بلال إنه يستحب الرجوع فرجع.

  فقال الواقدي وقال سعد بن أبي وقاص أشهد لرأيت رسول الله ÷ واقفا على المزني وهو مقتول وهو يقول رضي الله عنك فإني عنك راض ثم رأيت رسول الله ÷ قام على قدميه وقد ناله # من ألم الجراح ما ناله وإني لأعلم أن القيام يشق عليه على قبره حتى وضع في لحده وعليه بردة لها أعلام حمر فمد رسول الله ÷ البردة على رأسه فخمره وأدرجه فيها طولا فبلغت نصف ساقيه فأمرنا فجمعنا الحرمل فجعلناه على رجليه وهو في لحده ثم انصرف فما حال أحب إلي من أن أموت عليها وألقى الله عليها من حال المزني قال الواقدي وكان رسول الله ÷ يوم أحد قد خاصم إليه يتيم من الأنصار أبا لبابة بن عبد المنذر فطلب بينهما فقضى رسول الله ÷ لأبي لبابة فجزع اليتيم على العذق فطلب رسول الله ÷ العذق إلى أبي لبابة لليتيم فأبى أن يدفعه إليه فجعل رسول الله ÷ يقول لأبي لبابة ادفعه إليه ولك عذق في الجنة فأبى أبو لبابة وقال ثابت بن أبي الدحداحة يا رسول الله أرأيت إن أعطيت اليتيم عذقه من مالي قال لك به عذق في الجنة فذهب ثابت بن الدحداحة فاشترى من أبي لبابة ذلك العذق بحديقة نخل ثم رد العذق إلى الغلام