شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة غزوة أحد

صفحة 277 - الجزء 14

  قال محمد بن إسحاق وحدثني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني أخو بني النجار قال قال رسول الله ÷ يومئذ من رجل ينظر ما فعل سعد بن الربيع أفي الأحياء هو أم في الأموات فقال رجل من الأنصار أنا أنظر يا رسول الله ما فعل فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رمق فقال له إن رسول الله ÷ أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات قال أنا في الأموات فأبلغ رسول الله مني السلام وقل له إن سعد بن الربيع يقول جزاك الله خيرا عنا ما جزى نبيا عن أمته وأبلغ قومك السلام عني وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف قال فلم أبرح عنده حتى مات ثم جئت إلى رسول الله ÷ فأخبرته فقال اللهم ارض عن سعد بن الربيع قال الواقدي وحدثني عبد الله بن عمار عن الحارث بن الفضيل الخطمي قال أقبل ثابت بن الدحداحة يومئذ والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم فجعل يصيح يا معشر الأنصار إلي إلي أنا ثابت بن الدحداحة إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت قاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم فنهض إليه نفر من الأنصار فجعل يحمل بمن معه من المسلمين وقد وقفت لهم كتيبة خشناء فيها رؤساؤهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وجعلوا يناوشونهم ثم حمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فطعنه فأنفذه فوقع ميتا وقتل من كان معه من الأنصار فيقال إن هؤلاء آخر من قتل من المسلمين في ذلك اليوم وقال عبد الله بن الزبعرى يذكر يوم أحد:

  ألا ذرفت من مقلتيك دموع ... وقد بان في حبل الشباب قطوع