شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

27 - ومن عهد له # إلى محمد بن أبي بكر ¥ حين قلده مصر

صفحة 168 - الجزء 15

  أمير العراق إن الله مانعك من يزيد ولم يمنعك يزيد من الله يعني يزيد بن عبد الملك.

  ثم أمره بأن يصلي الصلاة لوقتها أي في وقتها ونهاه أن يحمله الفراغ من الشغل على أن يعجلها قبل وقتها فإنها تكون غير مقبولة أو أن يحمله الشغل على تأخيرها عن وقتها فيأثم.

  ومن كلام هشام بن عقبة أخي ذي الرمة وكان من عقلاء الرجال قال المبرد في الكامل حدثني العباس بن الفرج الرياشي بإسناده قال هشام لرجل أراد سفرا اعلم أن لكل رفقة كلبا يشركهم في فضل الزاد ويهر دونهم فإن قدرت ألا تكون كلب الرفقة فافعل وإياك وتأخير الصلاة عن وقتها فإنك مصليها لا محالة فصلها وهي تقبل منك.

  قوله واعلم أن كل شيء من عملك تبع لصلاتك فيه شبه من قول رسول الله ÷ الصلاة عماد الإيمان ومن تركها فقد هدم الإيمان وقال ÷ أول ما يحاسب به العبد صلاته فإن سهل عليه كان ما بعده أسهل وإن اشتد عليه كان ما بعده أشد.

  ومثل قوله ولا تسخط الله برضا أحد من خلقه ما رواه المبرد في الكامل عن عائشة قالت من أرضى الله بإسخاط الناس كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن أرضى الناس بإسخاط الله وكله الله إلى الناس.

  ومثل هذا ما رواه المبرد أيضا قال لما ولي الحسن بن زيد بن الحسن المدينة قال لابن هرمة إني لست كمن باع لك دينه رجاء مدحك أو خوف ذمك فقد رزقني