شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

كتاب المعتضد بالله

صفحة 171 - الجزء 15

  من كتب شيخنا أبي عبد الله ومن كتب الشيخين أبي جعفر الإسكافي وأبي القاسم البلخي وقد ذكرنا بعض ذلك فيما تقدم.

  ثم قال # إن رسول الله ÷ قال إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا أي ولا مشركا يظهر الشرك قال لأن المؤمن يمنعه الله بإيمانه أن يضل الناس والمشرك مظهر الشرك يقمعه الله بإظهار شركه ويخذله ويصرف قلوب الناس عن اتباعه لأنهم ينفرون منه لإظهاره كلمة الكفر فلا تطمئن قلوبهم إليه ولا تسكن نفوسهم إلى مقالته ولكني أخاف على أمتي المنافق الذي يسر الكفر والضلال ويظهر الإيمان والأفعال الصالحة ويكون مع ذلك ذا لسن وفصاحة يقول بلسانه ما تعرفون صوابه ويفعل سرا ما تنكرونه لو اطلعتم عليه وذاك أن من هذه صفته تسكن نفوس الناس إليه لأن الإنسان إنما يحكم بالظاهر فيقلده الناس فيضلهم ويوقعهم في المفاسد

كتاب المعتضد بالله

  ومن الكتب المستحسنة الكتاب الذي كتبه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق أبي أحمد طلحة بن المتوكل على الله في سنة أربع وثمانين ومائتين ووزيره حينئذ عبيد الله بن سليمان وأنا أذكره مختصرا من تاريخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري.

  قال أبو جعفر وفي هذه السنة عزم المعتضد على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر وأمر بإنشاء كتاب يقرأ على الناس فخوفه عبيد الله بن سليمان اضطراب العامة