شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

27 - ومن عهد له # إلى محمد بن أبي بكر ¥ حين قلده مصر

صفحة 170 - الجزء 15

  وَ مِنْ هَذَا اَلْعَهْدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ لاَ سَوَاءَ إِمَامُ اَلْهُدَى وَإِمَامُ اَلرَّدَى وَوَلِيُّ اَلنَّبِيِّ وَعَدُوُّ اَلنَّبِيِّ وَلَقَدْ قَالَ لِي رَسُولُ اَللَّهِ ÷ إِنِّي لاَ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِناً وَلاَ مُشْرِكاً أَمَّا اَلْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُهُ اَللَّهُ بِإِيمَانِهِ وَأَمَّا اَلْمُشْرِكُ فَيَقْمَعُهُ اَللَّهُ بِشِرْكِهِ وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُلَّ مُنَافِقِ اَلْجَنَانِ عَالِمِ اَللِّسَانِ يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَيَفْعَلُ مَا تُنْكِرُونَ الإشارة بإمام الهدى إليه نفسه وبإمام الردى إلى معاوية وسماه إماما كما سمى الله تعالى أهل الضلال أئمة فقال {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}⁣[القصص: ٤١] ثم وصفه بصفة أخرى وهو أنه عدو النبي ÷ ليس يعني بذلك أنه كان عدوا أيام حرب النبي ÷ لقريش بل يريد أنه الآن عدو النبي ÷ لقوله ÷ له # وعدوك عدوي وعدوي عدو الله وأول الخبر وليك وليي ووليي ولي الله وتمامه مشهور ولأن دلائل النفاق كانت ظاهرة عليه من فلتات لسانه ومن أفعاله وقد قال أصحابنا في هذا المعنى أشياء كثيرة فلتطلب من كتبهم خصوصا