شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الجواب عما فخرت به بنو أمية

صفحة 283 - الجزء 15

  بعامر بن كريز وهو ابن ابنته أم حكيم البيضاء فتأمله وقال وعظام هاشم ما ولدنا ولدا أحرض منه فكان كما قال عبد الله يحمق ولم يقل وعظام عبد مناف لأن شرف جده عبد مناف له فيه شركاء وشرف هاشم أبيه خالص له.

  فأما ما ذكرتم من قول أبي سفيان وخالد بن سعيد أرضيتم معشر بني عبد مناف أن تلي عليكم تيم فإن هذه الكلمة كلمة تحريض وتهييج فكان الأبلغ فيما يريد من اجتماع قلوب الفريقين أن يدعوهم لأب وأن يجمعهم على واحد وإن كانا مفترقين وهذا المذهب سديد وهذا التدبير صحيح.

  قال معاوية بن صعصعة للأشهب بن رميلة وهو نهشلي وللفرزدق بن غالب وهو مجاشعي ولمسكن بن أنيف وهو عبدلي أرضيتم معشر بني دارم أن يسب آباءكم ويشتم أعراضكم كلب بني كليب وإنما نسبهم إلى دارم الأب الأكبر المشتمل على آباء قبائلهم ليستووا في الحمية ويتفقوا على الأنف وهذا في مثل هذا الموضع تدبير صحيح.

  قالوا ويدل على ما قلنا ما قاله الشعراء في هذا الباب قبل مقتل عثمان وقبل صفين قال حسان بن ثابت لأبي سفيان الحارث بن عبد المطلب:

  وأنت منوط نيط في آل هاشم ... كما نيط خلف الراكب القدح الفرد

  لم يقل نيط في آل عبد مناف.

  وقال آخر:

  ما أنت من هاشم في بيت مكرمة ... ولا بني جمح الخضر الجلاعيد