شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الجواب عما فخرت به بنو أمية

صفحة 284 - الجزء 15

  ولم يقل ما أنت من آل عبد مناف وكيف يقول هذا وقد علم الناس أن عبد مناف ولد أربعة هاشما والمطلب وعبد شمس ونوفلا وأن هاشما والمطلب كانا يدا واحدة وأن عبد شمس ونوفلا كانا يدا واحدة وكان مما بطأ ببني نوفل عن الإسلام إبطاء إخوتهم من بني عبد شمس وكان مما حث بني المطلب على الإسلام فضل محبتهم لبني هاشم لأن أمر النبي ÷ كان بينا وإنما كانوا يمتنعون منه من طريق الحسد والبغضة فمن لم يكن فيه هذه العلة لم يكن له دون الإسلام مانع ولذلك لم يصحب النبي ÷ من بني نوفل أحد فضلا أن يشهدوا معه المشاهد الكريمة وإنما صحبه حلفاؤهم كيعلى بن منبه وعتبة بن غزوان وغيرهما وبنو الحارث بن المطلب كلهم بدري عبيد وطفيل وحصين ومن بني المطلب مسطح بن أثاثة بدري.

  وكيف يكون الأمر كما قلتم وأبو طالب يقول لمطعم بن عدي بن نوفل في أمر النبي ÷ لما تمالأت قريش عليه:

  جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا ... جزاء مسيء عاجلا غير آجل

  أمطعم إما سامني القوم خطة ... فأنى متى أوكل فلست بأكل

  أمطعم لم أخذلك في يوم شدة ... ولا مشهد عند الأمور الجلائل

  ولقد قسم النبي ÷ قسمة فجعلها في بني هاشم وبني المطلب فأتاه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف فقالا له يا رسول الله إن قرابتنا منك وقرابة بني المطلب واحدة فكيف أعطيتهم دوننا فقال النبي ÷ إنا لم نزل وبني المطلب كهاتين وشبك بين أصابعه فكيف تقولون كنا شيئا واحدا وكان الاسم الذي يجمعنا واحدا