شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

31 - ومن وصيته # للحسن # كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين

صفحة 17 - الجزء 16

  ثم سار إلى المدينة.

  قال المدائني فقال معاوية يومئذ للوليد بن عقبة بن أبي معيط بعد شخوص الحسن # يا أبا وهب هل رمت قال نعم وسموت.

  قال المدائني أراد معاوية قول الوليد بن عقبة يحرضه على الطلب بدم عثمان:

  ألا أبلغ معاوية بن حرب ... فإنك من أخي ثقة مليم

  قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر في دمشق ولا تريم

  فلو كنت القتيل وكان حيا ... لشمر لا ألف ولا سئوم

  وإنك والكتاب إلى علي ... كدابغة وقد حلم الأديم

  وروى المدائني عن إبراهيم بن محمد عن زيد بن أسلم قال دخل رجل على الحسن # بالمدينة وفي يده صحيفة فقال له الرجل ما هذه قال هذا كتاب معاوية يتوعد فيه على أمر كذا فقال الرجل لقد كنت على النصف فما فعلت فقال له الحسن # أجل ولكني خشيت أن يأتي يوم القيامة سبعون ألفا أو ثمانون ألفا تشخب أوداجهم دما كلهم يستعدي الله فيم هريق دمه.

  قال أبو الحسن وكان الحصين بن المنذر الرقاشي يقول والله ما وفى معاوية للحسن بشيء مما أعطاه قتل حجرا وأصحاب حجر وبايع لابنه يزيد وسم الحسن.